ام كلثوم سلوا قلبي

سلُوا قلبـي غـداةَ سـلا وثابـالعلَّ علـى الجمـالِ لـه عِتابـا ويُسْأَلُ فِي الحوادثِ ذو صـوابٍفَهَلْ تَرَكَ الْجمالُ لـه صوابـا ؟ وكنتُ إذا سأَلـتُ القلـبَ يومـاًتولَّى الدمعُ عن قلبـي الجوابـا ولي بيـن الضلـوع دمٌ ولحـمٌهما الواهي الذي ثكِـلَ الشبابـا تَسَرَّبَ فِي الدموعِ ، فقلتُ : ولَّىوصَفَّقَ فِي الضلوعِ ، فقلتُ : ثابا ولوْ خُلِقَتْ قلـوبٌ مِـنْ حديـدلما حَمَلَتْ كمـا حَمـل العذابـا وأَحْبـابٍ سُقيـتُ بِهِـمْ سُلافـاًوكان الوصْلُ مِنْ قِصَـرٍ حَبابـا ونادَمْنا الشبـابَ علـى بِسـاطٍمـن اللـذاتِ مُخْتلـفٍ شرابـا وكُلُّ بساطِ عَيْشٍ سَوْف يُطـوىوإن طال الزمـانُ بِـهِ وطابـا كـأَنَّ الْقَلْـبَ بَعْدهُـمُ غريـبٌإذا عادَتْه ذِكْـرى الأهـلِ ذابـا ولا يُنْبِيكَ عـن خُلُـقِ الليالـيكمـن فَقَـد الأَحِبَّـةَ والصِّحابـا أَخا الدنيا ، أرى دنيـاك أَفعـىتُبـدِّل كــلَّ آونــةٍ إهـابـا وأَنَّ الرُّقْـطَ أَيْقَـظُ هاجـعـاتٍوأتْرَعُ فِي ظـلالِ السلـم نابـا ومِنْ عَجَـبٍ تُشيِّـبُ عاشِقيهـاوتُفْنِيهمْ ، ومـا بَرِحَـتْ كَعَابـا فَمَـنْ يغْتَـرُّ بالدنـيـا فـإِنِّـيلبسـتُ بهـا فأَبليـتُ الثيـابـا لها ضَحِكُ القِيـانِ إلـى غَبـيٍّولِي ضحكُ اللبيـبِ إذا تغابـى جنيتُ برَوْضِها ورداً ، وشوكـاًوذقتُ بكأْسِهـا شُهْـداً، وصابـا فلـمْ أر غيـرَ حُكْـمِ الله حُكْمـاًولـم أَر دون بـابِ الله بـابـا ولا عظَّمْـتُ فِـي الأَشيـاءِ إلاّصحيحَ الْعِلْـم ، والأَدبَ اللُّبابـا ولا كَرّمْـتُ إلاّ وجْــهَ حُــرٍّيُقلِّـد قَوْمَـه الْمِنـنَ الرَّغـابـا ولم أَر مثـلَ جمـعِ المـالِ داءًولا مِثْلَ البخيـلِ بـه مُصابـا فـلا تَقْتُلْـك شهوتُـه ، وزِنْهـاكما تَـزِنُ الطعـامَ أو الشرابـا وخُـذْ لبنيـكَ والأيـامِ ذُخـراًوأَعْـطِ الله حِصَّتَـه احتسـابـا فلـوْ طالعْـتَ أَحْـداثَ الليالـىوجـدْتَ الْفَقْـرَ أَقرَبَهـا انتِيابـا وأَن البِـرَّ خيـرٌ فِـي حـيـاةٍوأَبقـى بَعْـدَ صاحبِـه ثـوابـا وأَن الشـرَّ يصـدعُ فاعِلـيـهولـم أَرَ خيِّـراً بالشَّـرِّ آبــا فَرِفقـاً بالبنـيـن إذا الليـالـيعلى الأَعقـابِ أوْقَعَـتِ العِقابـا ولـمْ يَتَقَلَّـدوا شُكْـرَ اليتامـىولا ادَّرعوا الدعـاءَ المستجابـا عَجِبْتُ لِمَعْشَرٍ صلُّـوا وصامـواعواهرَ، خشْيـةً وتُقَـى كِذابـا وتُلْفيهـمْ حِيـالَ المـالِ صُمًّـاإذا داعـي الزكـاةِ بِهـمْ أَهابـا لَقَـدْ كَتَمُـوا نصيـبَ الله منْـهُكـأَنَّ الله لَـمْ يُحْـصِ النِّصابـا ومَـنْ يَعْـدِلْ بحُـبِّ الله شيئـاًكحبِّ المالِ ، ضَلَّ هوىً وخابـا أَراد الله بالـفـقـراءِ بِـــرّاًوبالأَيِـتـام حُـبًّـا وارْتبـابـا فـرُبَّ صغيـرِ قَـوْمٍ علَّـمـوهسَمَا وحَمـى المُسَوَّمَـةَ العِرابـا وكـانَ لِقَوْمِـهِ نَفْعـاً وفَـخْـراًوَلَوْ تركـوه كـان أذىً وعابـا فعلِّمْ ما اسَتَطعْـت، لَعَـلَّ جيـلاًسَيَأْتي يُحْدِثُ العَجَـبَ العُجابـا ولا تُرْهِقْ شبـابَ الحـيِّ يأْسـاًفَـإِنَّ اليـأْسَ يخْتَـرِمُ الشَّبابـا يريد الخالـقُ الـرزقَ اشتراكـاًوإن يكُ خصَّ أَقوامـاً وحابـى فما حَـرَمَ الْمُجِـدَّ جَنَـى يديـهولا نَسِيَ الشقيَّ ، ولا المُصابـا ولولا الْبُخْلُ لـم يَهْلِـكْ فريـقٌعلى الأقـدارِ تلْقاهُـمْ غِضابـا تَعِبْـتُ بأَهْلِـه لَوْمـاً ، وقبلـيدُعاةُ البِرِّ قـد سئمـوا الخطابـا ولوْ أَني خطبْـتُ علـى جَمَـادٍفَجَـرْتُ بـه الينابيـعَ العِذابـا أَلمْ تَـرَ للهواءِ جـرى فأَفْضـىإلى الأَكواخِ ، واخْتَرَقَ الْقِبابـا ؟ وأَنَّ الشَّمْسَ فِي الآفـاق تَغشـىحِمى كِسْرَى ، كما تغشى اليبابا ؟ وأَن الماءَ تـروى الأُسْـدُ منـهُويَشفي مِـنْ تَلَعْلُعِهـا الكلابـا ؟ وسَـوّى الله بَيْنَـكُـمُ المنـايـاووسَّدَكُمْ مَـعَ الرسْـلِ التُّرابـا وأَرْسَـلَ عائـلاً مِنْكُـمْ يتيمـاًدنا مِنْ ذي الجَلالِ فكـانَ قابـا نبـيُّ البـرِّ ، بَيَّنَـهُ سبـيـلاًوَسَنَّ خِلالَه ، وهَـدى الشِّعابـا تَفَرَّقَ بعْدَ عيسـى النـاسُ فيـهفَلَمَّـا جـاءَ كـان لَهُـمْ مَتابـا وشافي النفسِ مِنْ نزَعاتِ شَـرٍّكشـافٍ مِـنْ طبائعهـا الذئابـا وكـان بيـانُـه للهدْيِ سُـبْـلاًوكانَـتْ خَيْلُـه لِلْحَـقِّ غـابـا وعَلَّمنـا بنـاءَ المجْـدِ ، حتَّـىأَخَذْنا إِمْـرَةَ الأرْضِ اغتصابـاا ومـا نَيـلُ المَطالِـب بالتَّمنـيولكـن تُؤخَـذُ الدّنيـا غِـلابـا وما استعصى على قـومٍ منـالٌإذا الإقـدامُ كـان لَهُـمْ رِكابـا تجلَّى مولـدُ الهـادي ، وعمَّـتْبشائـرهُ البـواديَ والقِصـابـا وأَسْـدَتْ لِلْبرَّيـةِ بِنْـتُ وَهْـبٍيداً بيضـاءَ ، طوّقـتِ الرِّقابـا لقدْ وَضَعَتْـه وهّاجـاً ، مُنيـراًكمـا تلـدُ السمـاواتُ الشِّهابـا فَقَامَ على سمـاءِ الْبيْـتِ نـوراًيُضـيءُ جبـالَ مكَّـةَ والنقابـا وضاعت يَثْرِبُ الفيحـاءُ مِسْكـاًوفـاحَ القـاعُ أَرجـاءً وطابـا أَبا الزَّهْراءِ ، قدْ جاوزتُ قـدريبِمدْحِكَ ، بيْـدَ أنَّ لِـيَ انْتِسابـا فما عَـرَفَ الْبَلاَغَـةَ ذو بيـانٍإذا لـم يَتَّخِـذْكَ لــه كِتـابـا مَدَحْتُ المالكينَ ، فَـزِدْتُ قَـدْراًفحين مَدَحْتُكَ اقْتَـدْتُ السَّحابـا سأَلـتُ الله فِـي أبنـاء دينـيفإن تَكُـنِ الْوَسيلـةَ لـي أَجابـا وما لِلْمُسْلِمِيـن سِـواكَ حِصْـنٌإذا مـا الضـرُّ مسَّهُـمُ ونابـا كأَنَّ النَّحْسَ حين جـرى عَلَيْهِـمْأَطـار بكـلِّ مَمْلَكَـةٍ غُـرابـا ولوْ حفظوا سبيلَكَ كـان نُـوراًوكان مِنَ النُحوسِ لَهُـمْ حِجابـا بنيْتَ لَهُمْ مِـنَ الأخـلاقِ رُكنـاًفخانوا الركْنَ ، فانْهَدَمَ اضطرابا وكـانَ جَنابُهُـمْ فيهـا مَهِيـبـاًولَلأخـلاقُ أَجـدرُ أن تُهـابـا فلوْلاهـا لسـاوى الليـثُ ذئبـاًوساوى الصارِمُ الْماضي قِرابـا فـإنْ قُرنَـتْ مَكارِمُهـا بِعِـلْـمٍتَذَلَّلـتِ العُـلاَ بِهِمَـا صِعَـابـا وفِي هذا الزمـانِ مَسيـحُ عِلْـمٍيَرُدُّ على بنـي الأُمَـمِ الشبابـا